ما فائدة القلم إذا لم يفتح فكرا..أو يضمد جرحا..أو يرقا دمعة..أو يطهر قلبا..أو يكشف زيفا..أو يبني صرحا..يسعد الإنسان في ضلاله
 
اتصلو بنا على
asafer@live.de , 3safer@gmx.de
                 

بإمكانكم نشر جميع مناسباتكم المفرح والحزينة

3safer2

للمرأة حقوق

للمرأة حقوق وحريات

 

كثيرين منا ينظرون للمرأة باحترام وتقدير ويؤمنون بأنها تفهم معنى الحياة كالرجل وأنها لم تخلق فقط لإطاعة الرجل بل هي جزء لا يتجزأ من المجتمع والعائلة تشاركهم كل أمور الحياة في البيت والعمل ولها مكانة اجتماعية وثقافية متميزة على الرجل أحيانا, فهؤلاء الرجال استطاعوا التخلص من فكرة التمييز ألا مبرر بين المرأة والرجل وأدركوا أن الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة ليس لها أي تأثير على قدراتهم الذاتية بل هي طبيعة مميزة لكل منهما تتيح لهم ممارسة دور فعال وناجح في المجتمع ,وكذلك استطاعوا تحقيق مساواة حقيقية بين أبنائهم وبناتهم في الحقوق والحريات والواجبات وتربيتهم على الاحترام المتبادل فيما بينهم .

أن احترام الرجل للمرأة ولحقوقها الإنسانية لا يعني أبدا أن يفقد الرجل لرجولته أو أن يخضع للمرأة ولا يعني أن ننبذ ونتنكر لكل القيم الأخلاقية والمبادئ السائدة في مجتمعنا والتي نشأنا وتربينا عليها بل هو يعني نبذ العنف الجسدي والنفسي تجاه المرأة وكذلك التخلص من التمييز والاضطهاد والعدوانية تجاه المرأة والناتجة عن القوة الجسمانية أو الاقتصادية الغير متكافئة بين الرجل والمرأة والتي تؤدي إلى خلق معاناة جسدية ونفسية خطيرة لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة وفي أكثر الأحيان يتحقق ذلك من خلال الخداع أو التهديد أو الاستغلال أو العقاب أو إهانة كرامتها أو تشويه سلامتها الأخلاقية وخير وسيلة لتحقيق هذه الغاية هي الكذب والدجل وتشويه وإخفاء الحقائق التي من شأنها أنصاف المرأة وإحقاق الحق و أظهار آثام الرجل وأغلاطه والتي هي دائماً بعيدة كل البعد عن منطق الأخلاق والقيم السامية النبيلة .

أن الأساس الذي يجب أن تبنى عليه علاقة الرجل بالمرأة هو الاحترام المتبادل فيما بينهما وهو أفضل واصح من أن تبنى على أساس طاعة احدهما العمياء للأخر أو تبنى على أسس مأخوذة من أعراف وعادات بالية وتقاليد قديمة متخلفة تميز وتفضل احدهما عن الأخر فقط لاختلاف جنسيهما والتي هي متوارثة وسائد في مجتمعنا العربي العراقي وباعتبارنا جزء من هذا المجتمع نجد أن بعض الإخوة مازالوا متمسكين بتفعيل مثل هذه العادات والتقاليد السلبية تجاه المرأة وان نظرتهم لها مازالت تتسم بالتميز والاستعلاء وعدم الاحترام وان تجاهلهم لها ولحقوقها يخلق في كثير من الأحيان مشاكل أسرية مؤلمة و غالباً لا إنسانية مرعبة وبغض النظر عن المكان أو البلد التي تحصل فيه مثل هذه المشاكل وكذلك ليس للوظيفة أو الدرجة الدينية التي يتبوؤها الشخص أو التحصيل الدراسي أو المستوى المادي أي تأثير على طبيعة تفكيرهم فمنهم من فضل الانفصال عن زوجته وتركها لمجرد أنها أنجبت بنت وليس ولد وآخرون يعتبرون بناتهم مخلوقات أدنى من أولادهم من حيث المساواة في الحقوق والحريات والاحترام وحتى بعد زواجهن يستمر ظلمهم وقلت احترامهم لبناتهم وكذلك أزواجهن أما البعض الأخر فأنهم يظهرون احترام فائق للمرأة ويعترفون ويحمون حقوقها الإنسانية ولكن كل هذا ظاهرياً فقط وخارج منازلهم أما حقيقةً وضمن أطار عائلاتهم فلا يعترفون بذلك فمن وجهة نظرهم المرأة يجب أن تبقى تحت سيطرة الرجل ولا يسمح لها التفوق عليه بأي شيء حتى في تعلمها للغة البلد الذي تعيش فيه ,أما آخرين فقط سولت لهم أنفسهم ليس سوى التجاوز على حقوق المرأة واغتصاب حرياتها بل راحوا إلى ابعد من ذلك في استغلال ظروف بعض الفتيات الطاهرات في بعض الدول وذلك بزواجهم منهن والتمتع معهن وتركهن بعد فترة وجيزة دون مراعاة لأي قيم أخلاقية,وهناك حالات مؤلمة أخرى كثيرة جداً لا أريد التطرق لها.

قد تكون نسبة منتهكي حقوق المرأة ضئيلة في مجتمعنا ولكنها موجودة وعلينا جميعاً تقع مسؤولية حماية المرأة ومحاولة تغيير هذا التصور القاصر الجائر للمرأة وإلغاء كل مظاهر التمييز الذي يمارس ضد المرأة ,وكذلك المحافظة على حقوق المرأة المتصلة بكرامتها وباحترام كيانها وحرمتها الجسدية والمعنوية, وأدراك الفرق الشاسع بين الحقوق التي يحصل عليها فرد معين من المجتمع الذي يعيش فيه وبين احترام أفراد المجتمع له واعتباره إنسان كامل له حقوق وليس واجبات فقط.

أن الديانة المندائية أعطت للمرأة القسط الأكبر من الحقوق والامتيازات منها للرجل كما هو الحال في باقي الديانات السماوية الأخرى حيث أعطت حقوق كثيرة للمرأة لذلك ينبغي علينا فهم واستيعاب ما أتت به دياناتنا السماوية .

أن انتهاك حقوق المرأة وتهميش دورها الفعال في المجتمع يمكن اعتباره انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.

 

 

ختاماً علينا التأمل في قراءة هذه المقولة:

 

 

<<إنَّ الحياة مسرَّات وأحزان، أمَّا مسرَّاتها فنحن مدينون بها للمرأة؛ لأنَّها مصدرها وينبوعها الذي تتدفَّق منه، وأما أحزانها فالمرأة هي التي تتولى تحويلها إلى مسرات أو ترويحها عن نفوس أصحابها على الأقل، فكأننا مدينون  للمرأة بحياتنا كلها.>>****

 

 بقلم

فراس الخميسي

firastarfi@yahoo.de

 

 

 


 

*** مصطفى لطفي المنفلوطي

 

 

المواضيع المنشورة لا تمثل رأي موقع عصافير، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها
جميع الحقوق محفوظة لموقع عصافير
Diese Webseite wurde kostenlos mit Homepage-Baukasten.de erstellt. Willst du auch eine eigene Webseite?
Gratis anmelden